الأحد، 30 أكتوبر 2011

اختنآق ذكرى لعينة ...






فِي جوف العتمَة كَان الخذِلان يَستقبلنِي
لَم أكن مرتعبَة بِ قدر ماكنت أحتَاج التنفس ..
كُل رئة تركتَها فِي أعمَاقهم .. تفتتت
ماعاد للقلَم رئة حبرِيَة ولا لِ ترنيمَة الصبَاح رئة مَبحوحَة
لَم أجد رئتِي التِي تركتِها أمانة في جيب صَديقتِي .. ولَم أجدك 
كنت بِين شهيق وزفير دموي أتلوَى اشتياقًا وعِتابًا حتّى تراءى لِي
أننّي نزفت الحيَاة من فمَي والمَوت قدرًا ساديًا لن يرثينِي وحزنِي. 

فِي حنجرتِي رجَاءً خائبًا فَارغ من كُل تعقّل فلا تنهرَه
سذَاجة احتِياجي عثرَة لا أريد إجتيازَها ففي الإحتيَاج أمل ربّما يَكون معتوهًا
ومن فدَاحة انكسَاري أريد التعلّق بكل خيط رَفيع حتّى لو كاد ينقطع ..

صدقنّي بت ضئيلَة جدًا 
أولم تَعلم أننّي أفرَغت مابِـ نفسي تجّردت من ثيَابِي وأخرجتَ قلبِي وضعَته في صندوق عتِيق
يُخيّل لِي أن الأشيَاء العتيقَة تُمجّد لـ ربما يقَع في أيدي قَرصنة العشق ويمّجدونه
ظنًا منهم أنّه قلبًا يعود لولادّة الجميلَة.. أريد لِه حيِاة ملكَية بعد رحيلِي تعويضًا عن ذَلك الحرمَان .
إقتلعت عقلِي .. لسانِي.. عروق جسدِي .. أفرغت دمائي فِي وعاء
وأنتهَى بِي الحال غصن مهترئ نسَايم الصبح تُطيّره .. بل تَسحقه 

كُل شئ بَعدك أحتقرَه .. حتى صوتِي أستنكرَه
صمتّي ممل ورائحة الفقد مُقرَفة 
الذكريَات بداخلِي تغبّرت والخيبَات في تكتلت
حتّى ألَصقت على جبينِي .. " إعادَة تدوير الخيبَات " 

ألَعن نَفسي حقًا .. أي فضيلَة تِلك التِي تنسبني لأنقيَاء السريرَة 
قَرارًا مقزز إتخذّته يوم اجتنبَت الخبائث
وعلَوت بِ قدمِي الحافيتين إلى منزَلة الكرَام 
فَـ هاهي الغيَمة التِي امتطيتها تتزلزل وتَشق أوساطَها وتبصقنِي ..
لا إعوجاَج بي سيستقيِم .. وذاكرتِي ذَات الثمانِية أرواح تستغيِث .. 
فذكرى أخرى تحتويك .. تختنق .

الخميس، 6 أكتوبر 2011

مُذنبُون ..







بَعيدًا عَن الوَاقع 
أقرب إلى الكَوابيس السوداوية المُزعجة
مُرتديِاً الَعار يَعبر ممِرات متسخّة بـ خطَايَا فَاسدَة تستميت لافترِاسه 
إلَى مُحكمَة الضَمير القاسيَة 
يرأسَها ذاك القَاضي النائم في رأسي
 منُذ أن إقترَف قلبِي الطَاعة الأطهر ..
منذ أن مَارس الرَذيلَة الملائكيَة .. 
منذ أَن وقع في الحب
كَبريَاء يُصيب الوَقت وتَطول جلَسة ظالمَة 
تنسب لِـ قلبي إتّهامات بَاطلَة 
كَم كان الحلم بِـ نهاية سَعيدة
مثير للضحك المُبكي ..
أؤدي صلواتَي رَغم خذلانِي وكسرِي
لَ ربّما تنَفث العدَالة روحَها بـ تلك النفس اليائسة 
لَكن إرادَة السمَاء كانت قد بَصقت الرَحمة
وبِها تلاشَت أمنيَات صغيرة وددت إبتلاعها
إرتَعاشة ماتبقّى منّي فَاقت إحتمَال صبرِي 
فَـ نالت منّي إغماءة وَجع .

الحُب يُقيم حدادًا 
وشَهيد آخر يُحفر اسمّه في ساحَة العشّاق
المذنبون .. فـ ليرحمهم الله .  

الخميس، 22 سبتمبر 2011

بآريس .. مَع خَالص العِشق !!







عِندما تتبنّي بَاريس الحُب
تُخلّد القَصص 
فلَيس من شَيم جَوهرة مُتوهجة 
كَـ باريس أن تَفقد بريقها في قلبي بِـ مجرد إبـتعادِي عنها ..
لا يليِق بِـ وريَثة الدلال والتَرف أن تُنسى .. 
لايليق حتّى التَفكير بِ مثل هذا المصير المَعتوه.

بَاريس تُذكّرني بِك 
بل حتّى أنّها تُشبِهك 
لا .. بَاريس أنتَ .. وكأنّك قِطَعة من مُضغتها 
ولا أعلم كيف خُلقت بـ ملامحِها 
كُل ما اعرفَه أن بَاريس أوقعتني في شباكها 
فِي لَيلَة كانت السَماء تغَمز للإرض بـإثارة مُباحة بأن تُغلق عينيها 
لتخلع ثوَبها الأبيض وتتزِين بـ فستان الشَفق السَاحر
كنُت متجهه لـ قدر لم يَحاول أن يلفت انتبَاهي بتَاتاً من قبل
إلى أحد الكرَنفالات المُتنقَلة للغَجر في باريس  .. 
مَزيج ضوضَاء يصدع بالمِكان 
فقدت القُدرة على تمييز الأصوات والأشَكال أيضاً ..
جرّ الفضول قدمَاي للتجول دَاخل منَطقة الكرنفال 
توقفت صُدفة عند عرض دمّى سَاخر 
كُنت أضحك ببلاهَة مع الاطَفال وذلك لإنّي
لا أتقن الفرنَسية والتي قد تُجيز لِي الضِحك على ماقد يُضحكني فقط ..
بِمجرد انتهَاء العرض وُضِعت أمامنَا قُبعة من المفترض
أن تُملأ بقطع نقدية وضعت ماإنحشر بِ محفظة نقودي
ورحت أبَحث عن شئ اخر قد أنخرط به بنفس البلاهة الأخيرة ..
أخذَت عيناي تدور هُنا وهناك 
حتى وَقع نَظرها على عاشقين غَارقين تمَاماً..
كانت عيني تَحاول التلصص وقراءة الرسَائل العاشقة
التي تتطاير من عيناهما 
كنت أقتَرب في كل مرّة أكثر كـ لصّة تَكشف عن نواياَها
ولا أعتَقد أنهما إكترثَا لي أو لتلك الجلبَة حولهما.. 
كان غرقهما شهّي ولا سبيل للنَجاة
" الحُب يمنَحهما ملامحه" قَطع هذَا الصوت بإنجليزية رَكيكة
الفيَلم الصامت الذي يدور امامي ..
مما أصابني بـ ارتباَك وخوف لا معنى له .. 
كَانت عجوز غجرية غَامضة تُراقبني بشِعر ثاَئر وحزَام يلَتف حول خاصرتها 
تأملتني لحظَة ثم أردفَت " الحب مَاء إن إرتشفناه لن نَعيش من دونه بعد ذلك"
أجبت بـ تردد وكأنني اتحاشى الحديث معها  " رُبما" 
- أنتّي عرَبية أليس كَذلك 
- أجبتَها على مضض "نَعم"
- واَضح جداً لديك نظرَة صقر حَادة..
ثم وضَعت يدها على قلبي بَُسرعة وكأنها تريد ان تسرقه منّي 
 "أنتِي عذرَاء ".
اجبَتها باستَغراب مُستنكر 
نَعم لم يسبق لي الزَواج .. 
قالت : لا ..لا.. أعنّي عذراء عاطفيا .. قلبك نَحيل لم يمتلئ بعد ..
لا تعتقدي أنني اقرأ الحظ فقط ياعزيزتي بل أقرأ القلوب أيضا ..
ثم حرّكت أصابَعها برفق فوق قلبي وكأنها تتحسس نبضاته
"سيمنحك الله حُباً يشبُه فرنَسا العُظمى تماماً
حبًا خالداً كَـ حب نابليُون لـ جوزفين الجميلَة  
لا يَخرج احد من هذه المديَنة الا وقد قَطف زَهرة مُضيّئة لـ قلبه "

ضحكت بملئ قلبي في وَجهها وكَأنني لَم أصدقها
 لكن شئ في نظرَاتها المُبتسَمة بثقة
.. جعلنِي أنتظَر الحُب عند عتبَة "ايفيل" العاري من كل شئ
إلا من شغف قلبي . 


كَـ بَاريس تماماً .. نور في عينيك 
هادئ كَـ إنشَقاق السَماء عن صبح جديد
صَاخب كَـ إحتفاليّة سُقوط إمبراطوريَة عُظمى 
أزَقة باريس المُعشبّة تسَكن صدرك
أصَالة فرنَسا العريقة تُزهر على شفتيك
الحُب الباريسي الأطهر وُجد في جوفك

والعِطر ..
أخبرنِي أنتَ عنه .. أخبرنّي برائحة الحب التِي تُصافح انَفك
العطر الذي أرضعتني إيّاه زنبَقة الوادي  
والذي سقيتني إياه أنت من بعدها 
لذلك تأبى باريس الرَحيل
ويَأبى قلبي النسيان
وتَأبى أنت الخلاص من مدينَة تسكنك
حتى أنّك تَسميت بأعذب مُدنها 

بَاريس من بَعدك ..
كم أنا عَاشقة.. 

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

ارتِجَاع فِي الحُب







رُبمّا عقاب 
أعتَقد أنّ مايَحصل الآن عِقاب
غُرفةً خلفِية مُظلمة .. رُوح حُبست هناك
تَماماً كـ أفلام الرُعب أشَعر أنّي عالقة 
وتمَاماً كـ حالي الآن كنت مستسلمة
مِحرقة .. وأشَلاء تتساقط من صدرِي 
ترتطم بالارض وتَصرخ .. تصرَخ باكيِة
متوسلّة تقبّل أقدامِي أن أحملها وأعيدها لمكانها.. كنت أبكِي معها بكبرياء وبصمت 
كاَن ألمِي فَاخر يليق بالأميِرات كما تُسمينّي
أميرة تتحلّى بقلادّة من نفِيس حبّك .

***

السَاعة السَادسة وثمانيّة واربعون دقيِقة
صائمة عَن كُل شئ حتّى عنك 
امم لا لا ... لم يَكن هذا ماحصل 
القَدر .. هو القَدر فَرض عليّ الصَوم عنك
عبِادة قاسِية .. ولم يكن لدِئ خيار 
لا أستطيع أن أرتَدّ ولا أقدر أن اخشِع في عبادة تتَوجب علِي نسيانك..

***

نَافذة تطرق  !!.. هناك عصفُورة 
رأيت هذه العينين من قبِل !!
نعم رأيتها !!
لا .. لا أصدقّ .. كيف .. لا يمكن
جدتّي ترتدي زي عصفورة 
كنت أريد ان اضَحك بِ هستيريا 
لَكن  البكَاء سَبق وقوفه فِي طابور طَويل
كنت أختبِر مَدرسة مشاعر كاملة ذاك الوقت
فِي حضن جدتِي " المتنكرة بزي عٍصفورة"
كنت صامتَة وهي كذلك 
في الواقع كنا نستمع لحديث قلبينا المؤلم وجمراَت دمع تتساقط من عيني ..
 متأسفة أنا لقلبي الصغير 
مكسور الاوردة والشرايين
آخر ماأتذّكره أننّي غفوت مُتألمة 
وصَحوت ..  ولاأتذّكر حالي وقتَها كيف كان
رُبما متناقضات لا أكثر.

***

"اد ايش كان فيه ناس عالمفرق تنطر ناس "
كُنت أصرَخ في غرفة المعيشة بهذه الاغنِية 
الكُل خرج من جُحره مذعور 
كان ينظرون لِي بغرابة .. ويتمتمون بكلمات لم أعطي لها بالاً
بالمنُاسبة لم يكن صوتِي نشازًا.. بل كان غريبًا.. صوتاً لم يسمعه بشر .. شفتَاي لا تتحرّك .. 
نحري كانَ ستارًا يُرفع عن مُغنيّة نبَغت قبل أوانَها صغيرة جداً 
و صدرِي مسرحاً قديما متكسرا 
قلبِي كان تلك الصغيرة .. نعم كان يُغنّي
كان يُغنّي بوَجع الشتَاء و عفَن الذكرى
كانت أمسيِة حزينة عَلى كل حال 
لن تُعيد المفقودين ابداً.

إلَى شهدَاء قلوبنَا..
بِـ اسمي وباسم من يبكِي الآن 
"كم نفتقدكم".