الخميس، 22 سبتمبر 2011

بآريس .. مَع خَالص العِشق !!







عِندما تتبنّي بَاريس الحُب
تُخلّد القَصص 
فلَيس من شَيم جَوهرة مُتوهجة 
كَـ باريس أن تَفقد بريقها في قلبي بِـ مجرد إبـتعادِي عنها ..
لا يليِق بِـ وريَثة الدلال والتَرف أن تُنسى .. 
لايليق حتّى التَفكير بِ مثل هذا المصير المَعتوه.

بَاريس تُذكّرني بِك 
بل حتّى أنّها تُشبِهك 
لا .. بَاريس أنتَ .. وكأنّك قِطَعة من مُضغتها 
ولا أعلم كيف خُلقت بـ ملامحِها 
كُل ما اعرفَه أن بَاريس أوقعتني في شباكها 
فِي لَيلَة كانت السَماء تغَمز للإرض بـإثارة مُباحة بأن تُغلق عينيها 
لتخلع ثوَبها الأبيض وتتزِين بـ فستان الشَفق السَاحر
كنُت متجهه لـ قدر لم يَحاول أن يلفت انتبَاهي بتَاتاً من قبل
إلى أحد الكرَنفالات المُتنقَلة للغَجر في باريس  .. 
مَزيج ضوضَاء يصدع بالمِكان 
فقدت القُدرة على تمييز الأصوات والأشَكال أيضاً ..
جرّ الفضول قدمَاي للتجول دَاخل منَطقة الكرنفال 
توقفت صُدفة عند عرض دمّى سَاخر 
كُنت أضحك ببلاهَة مع الاطَفال وذلك لإنّي
لا أتقن الفرنَسية والتي قد تُجيز لِي الضِحك على ماقد يُضحكني فقط ..
بِمجرد انتهَاء العرض وُضِعت أمامنَا قُبعة من المفترض
أن تُملأ بقطع نقدية وضعت ماإنحشر بِ محفظة نقودي
ورحت أبَحث عن شئ اخر قد أنخرط به بنفس البلاهة الأخيرة ..
أخذَت عيناي تدور هُنا وهناك 
حتى وَقع نَظرها على عاشقين غَارقين تمَاماً..
كانت عيني تَحاول التلصص وقراءة الرسَائل العاشقة
التي تتطاير من عيناهما 
كنت أقتَرب في كل مرّة أكثر كـ لصّة تَكشف عن نواياَها
ولا أعتَقد أنهما إكترثَا لي أو لتلك الجلبَة حولهما.. 
كان غرقهما شهّي ولا سبيل للنَجاة
" الحُب يمنَحهما ملامحه" قَطع هذَا الصوت بإنجليزية رَكيكة
الفيَلم الصامت الذي يدور امامي ..
مما أصابني بـ ارتباَك وخوف لا معنى له .. 
كَانت عجوز غجرية غَامضة تُراقبني بشِعر ثاَئر وحزَام يلَتف حول خاصرتها 
تأملتني لحظَة ثم أردفَت " الحب مَاء إن إرتشفناه لن نَعيش من دونه بعد ذلك"
أجبت بـ تردد وكأنني اتحاشى الحديث معها  " رُبما" 
- أنتّي عرَبية أليس كَذلك 
- أجبتَها على مضض "نَعم"
- واَضح جداً لديك نظرَة صقر حَادة..
ثم وضَعت يدها على قلبي بَُسرعة وكأنها تريد ان تسرقه منّي 
 "أنتِي عذرَاء ".
اجبَتها باستَغراب مُستنكر 
نَعم لم يسبق لي الزَواج .. 
قالت : لا ..لا.. أعنّي عذراء عاطفيا .. قلبك نَحيل لم يمتلئ بعد ..
لا تعتقدي أنني اقرأ الحظ فقط ياعزيزتي بل أقرأ القلوب أيضا ..
ثم حرّكت أصابَعها برفق فوق قلبي وكأنها تتحسس نبضاته
"سيمنحك الله حُباً يشبُه فرنَسا العُظمى تماماً
حبًا خالداً كَـ حب نابليُون لـ جوزفين الجميلَة  
لا يَخرج احد من هذه المديَنة الا وقد قَطف زَهرة مُضيّئة لـ قلبه "

ضحكت بملئ قلبي في وَجهها وكَأنني لَم أصدقها
 لكن شئ في نظرَاتها المُبتسَمة بثقة
.. جعلنِي أنتظَر الحُب عند عتبَة "ايفيل" العاري من كل شئ
إلا من شغف قلبي . 


كَـ بَاريس تماماً .. نور في عينيك 
هادئ كَـ إنشَقاق السَماء عن صبح جديد
صَاخب كَـ إحتفاليّة سُقوط إمبراطوريَة عُظمى 
أزَقة باريس المُعشبّة تسَكن صدرك
أصَالة فرنَسا العريقة تُزهر على شفتيك
الحُب الباريسي الأطهر وُجد في جوفك

والعِطر ..
أخبرنِي أنتَ عنه .. أخبرنّي برائحة الحب التِي تُصافح انَفك
العطر الذي أرضعتني إيّاه زنبَقة الوادي  
والذي سقيتني إياه أنت من بعدها 
لذلك تأبى باريس الرَحيل
ويَأبى قلبي النسيان
وتَأبى أنت الخلاص من مدينَة تسكنك
حتى أنّك تَسميت بأعذب مُدنها 

بَاريس من بَعدك ..
كم أنا عَاشقة.. 

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. لله عليك يا هلا !

    كلماتك تفوح منها رائحة عطور باريسية <3

    كم أحب حرفك .. لأنني أتنفس كثيرًا في مدونتك

    استمري فأنا أرى لكِ مستقبلاً باهرًا

    في الكتابة بإذن الله <3

    ردحذف