الأحد، 9 سبتمبر 2012

ميلاد









ماذا سيحدث لقلبي إن ازداد العالم شحوبا؟
أن أعيش اثنا وعشرون عاما لا تتغير صباحاتها ولا وقع أيامها أمر غريب ، مزيج من أمان وخطر. فكل شيء يسير بدقة متناهية .. كالوقت الذي يقتطع مني في كل مرة جزءا فسد للعبرة ، وأنا كالتاريخ أحفظ التفاصيل عن ظهر قلب ، وأخلدها كما لو كانت أيامي أسطورة من أساطير العصور الوسطى هذا وحتى يغشاني النوم عندها فقط تنتهي هذه "الملحمة الهزلية" . أحتاج عمرا جديد وتوقيت أعيشه وحدي وفصول مرتبة حسب مزاجي أحتاج أن أفر من قبضة التعقل إلى هاوية الإنحراف التام ،أحتاج أن أؤذي أحدا دون يلسعني الضمير ، أن أكسر الأبواب التي يغلقها خوفي في وجهي، أن أختار وطني ، أن أصنع رجلي من خيالاتي و شغفي، ولا أكترث إن كان قديسا أو فاجرا طالما أنني من سيشهد انحلاله وعفافه ، أنجب له قوانين جديدة لا ينكر أبوتها ويتركها تتشرد في دهاليز المجتمع، يفسد صيامي عنه بتركه على مائدتي قصيدة تزيد من شبق الشوق لرائحته ، أتركه 30 ثانية فيختنق، يختنق مباشرة لأنه فكر أن يفكر بأمرأة غيري .في هذه المرحلة من عمري انا صلبة كالحياة ، هشة كالهواء عمري يفر مني .. أنا لا أقوى على الحراك .أبحث عن القوة المغيبة عني، البعيدة جدا عن متناول قلبي، التي تخطفني بلا رحمة تمزق حذري ولا تبالي باستغاثات ضميري وتتركني أصرخ من فرط سعادتي بخرق العادات ، أريد أن أذيب عمري في ورقة بيضاء أشطب فصول الحيرة والخوف التي جلبت لي العار، أضيف سيناريوهات جديدة، فينصهر عمري من جديد وأرتشفه. أعيد ترتيب مكائدي وأعيد كتابة عقائدي وأرفع من رأس كبريائي فبعد عشرون عاما من السقوط وعامين فوقهما من البكاء في الخاتمة أنا لا أموت بل يكتب لي عمرا جديد وخيبات أكثر، وفي كل عام أرتكب الجريمة ذاتها. أي امرأة أنا التي تمسك بيديها أحلامهاالمقتولة، تشيع جثمانهم وترثيهم بصراخها وتدفنهم تحت وسادتها وتنام دون أدني سخط لأنها أعلم أن مايحول بينها وبينهم سبع سموات طباقا
لا أعلم لماذا أرتبك كثيرا عندما تتعلق الأحلام بك, ولما أشعلك في ذاكرتي والأقدار ستطفئك ، لا أعلم لماذا أكتبني هذه الليلة ان كانت الأيام ستمزقني وتمزقك. قد لا يسمع أحد نشرة أحوالي النفسية ولن يكترثوا إن كنت مصابة بجفاف عاطفي أو أمطار دمعية بعد أن أصبحت على سبيل الصدفة شديدة الشبه بملامح وطني. وأجدها صفقة عادلة فأنا لم أعارض ، لم أتبجح, لم أعترض، سكت حيث أن الحياة روضت حبالي الصوتية .. بكيت فهذا أضعف الاستياء .
عام آخر اذا .. نضال جديد بالتالي وفجائع حد الانبهار
هذا يوم أحسبه أنا لصالح الحياة ،كل يوم يثبت لي هذا العالم أنني امرأة ثمينة
لا يستطيع التخلي عنها وتركها بسلام .. هاهو القدر يدعوني لمغامرة أخرى دون اعتذار مسبق عن المصائب التي ستحل بي .. الحياة لا تتردد في ايلامي .ولا ضرر في وضوح كهذا
فأنا امرأه تكره وضع الاحتمالات .
قال همينغوي مرة أن الكتابة منافسة شرسة
فاعذروا وحشيتي .


 كهذا اليوم منذ ١٩٩٠ .. تورط العالم بي .

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

محرقة ..







أريد أن أشرب نخبًا على شرفِي وشرف الجرحى،المناضلين عاطفيًا فِي سبيل العَيش
معظم أبناء هذه الأرض والتِي أبدًا ليست بالطيبة هم مازوخيين بالفطرة 
تتملكهم رغبة هائلة بالإحتراق بالجحيم عاطفي
الجحيم العاطفي حقيقة شعورية بحتة لا يختلف عليها عاشقين محرومين  
وبالمناسبة ألسنة هذا الجحيم تبتلع صاحبها
فِي الأمر خيانة نعم ياأصدقاء فدار الجحيم القَلب وزبانيته مَن نُحب
اليوم قمت بتحليل قصيدة Neutral Tones لتوماس هاردي
ضحكت كثيرًا عندما علمت أن محرقة القلوب
موجودة منذ زمن بعيد فتوماس أيضا كان يملك جحيمًا بين ضلعيه وفي ذاكرته 
فمحبوبته قتلته ألف مرة بعد أن تذوق من يديها علقم الخذلان 
وعلى الرغم من انكساره إلا أنه مازال يحلم أنها قد تأتي يومًا وتسأله الصفح والغفران
اللعنة،،هذَا ماأسمية أنا بالأحلام المؤودة 
وأنا أحد الذين يتألمون كثيرًا عندما يحلمون .

سأشرب نخبًا آخر .. نخب السعادة الزائفة والوجع المُغلف بابتسامة 
ونخب الصمود!! بدأت أثق بقدراتِي ومواطن قوتي 
فأنا أحمل فِي أحشاء قلبي قاتلة متسللة تُمارس
ساديتها على عواطفي 
تحتجزني كرهينة وتعدم كل يوم أطفال قلبي 
الله أكبر ماأصبرنِي على هذا العذاب
زدني قوة وبأسًا يالله .

نخبًا أخير لن أشربه الآن .. فهو لا يليق بِي
نخب المُرتدين عن الحُب .. الذين دهسوا قلوبهم بأدنى وجع، بكل شرف واعتزاز
نخب توماس هاردي الذي نجا فِي آخر القصيدة من تِلك الفتاة بعد أعوام من الإنكسار
لا تقلقي يافتاتِي لم أرفع هذا النخب بعد فأنا مازلت على قيد الحياة أتوجع بك .





الاثنين، 9 يوليو 2012

انقلاب على الحب



يبدو أن درويش مات وترك شرفته ارثًا لِي "لا يمر بِي أحد للتحية "
 أكثر من افتقدته الأوغاد الصِغار الذِي يتحولون من نبضة إلى نطفة على طرف لسانك
حتى تُكابد ذلك مخاض الشهِي للكلمة التي شهدت أذني ولادتها  " أحبّك "
هي ذريتي منك ،و هي التي أفقدت قلبي عذريته ، خرجت بها من محراب التقاليد إلى وكر الحُب ، وهربت 
بي من نفسي دون وداع ، إليك.

أمّا بعد : 

سحقًا لقلمك الذي استدرجني بحبر أفكاره ، أقرأ لك باستياء مدّعية في نفاق جماعي أشارك به صديقاتي الحانقات من وضاعتك واعتدادك بنفسك. كنت ألهث حتى أصل لأخر كلمة وأنال شرف الإلتقاء باسمك ، لأقسم بعدها أن أنال نصيبي من قلبه .. اممم كل قلبه

ثم سحقًا لِي : للنية التي أرديتها في قلبي قتيلة ،ورتّبت لها لتبدو حقيقة ، لم تكن رجلًا  صعبًا على كل حال، لم تتعبني ولكن فراقك الآن يوجعني، أجوائي العاطفية مُضطربة ، كل ساعة تُمطرني ذاكرتي بـ مساءات كُنت أتحلل بها من حيائي لأُنطق أفكاري الصامتة. وطالما أننّي تطرقت للذاكرة أخبرني إن كُنت تعلّم مقرّها في رأسي لأهشمّها ،ففي كل مرة يزداد الأمر سوءًا .

سحقًا، والثالثة للحُب : الرذيلة الذيذة والعياذ بالله ، المرض المُميت ، بالمناسبة الأطبّاء في هذا الزمان دجّالين في كل مرة أذهب للمشفى لأخذ ابرة الأنسولين تستوقفني الصورة التي تُظهر بشكل مفزع الفرق بين قلب المُدخّن والغير مدخن،لم يتطرّق أحدهم على سبيل الصدفة في البحث والكشف على قلب العاشق وقلب المخذول وقلب الممتنع عن الحب ،نحتاج جُرعة مخيفة من هذا الشعور ، صخب اعلامي يُحذّر " اكتشف مجموعة أطباء في ألمانيا أن الحُب يُسبب أمراض قاتلة ... الخ " أي كذبة تجعلنا نُفكّر ألف مرة قبل أن نقع في الغرام في الحقيقة لن نتعظ ولن نعتبر نحن قوم لا نؤمن بما يُقال " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب " وأنا لأكون أكثر وضوحًا
أبحث عن حجة لأقنع نفسي بأن هناك خطأ قد وقع دون علمي أو لألقي اللوم على أحدًا غيرك وغيري ويبدو  أن لا أحدا غيرنا والشيطان ثالثنا متورط في هذه المصيبة.

ثم سحقًا لكل الرجال إلا أنت :
مُضحك صح !! ألعنهم كلهم وأستثتيك رغم أنك من قاتل عاطفتي بسيف هجرك. أشعر بسوء فقط لأن لا أحد من الرجال استطاع أن يحل مكانك أو أن يطوي صفحتك من حياتي أو حتى أن يُنّكس النبضات في قلبي لتنقلب ذاكرتي رأسًا على عقب فلا أجد بعد هذه الكارثة العاطفية أثرًا لك .صادف هذا الإحساس تجولي اليوم في قصر تحت الأرض قام ببناءه الإمبراطور جستنيان الذي قتل زوجته "مادوسا" بعد أن تآمرت مع معارضين لقتله والإستيلاء على عرشه، من فرط حبه لها بنى لها في القصر عمود وحفر صورتها ورأسها مقلوب ، استغربت هذا العمل الفني حتى أخبرني الدليل السياحي بأنه أمر ان يحفر صورتها مقلوبه لأنها أرادت الإنقلاب على مُلكه ،ابتسمت بإعجاب من دهاء هذا الإمبراطور الذي اشتهى وجودها ،رفض كبرياءه خطيئتها فأذلّها .. قرّبها منه وأذلّها له ..أح . هذا و بينما تنساب في اذني سخريةأحد الرجال " والله كويس على كذا يبي لنا نهدد الحريم بسالفة مادوسا "
بعد أن أحببت جستنيان اشتعل في قلبي
كيد جديد ، أنت سيده . 

هــــــلا
   تموز 2012
اسطنبول


الاثنين، 20 فبراير 2012

غدر ..







أخبرتَ الجدرَان مرة أننّي سأتوكل علَى النسيَان وأنني سأعتكف فِي محرَاب الكتمَان وقَد أخدش بكَارة السكوت بـ صرَاخ بـ قصف بُكائي
قَد أصدح بـ اسمك يارنَا وأشتمك ،أشتم غيابك وأشتم ضميرك الحَي
ضميرك الذّي أوحَى إليك أنني الشيطَان الذي سُيخرجك من نعيم طُهرك إلى جحيم أجهله أنا ويجهله قلبك ..
دعيني أخبر ضميرك شيئا ياظالمتِي الحسناء أنك أرضعتِي المسَاء قَسوتك وصار الليل يتجمد يتوقف عن المسير ويحجب الفجر عني
لـ يُشيع نُومي .. ويبعثنِي لـ سُّهاد وحشي
وتَدق سَاعة الشَوق يارنا
آهاتِ تتَزاحم داخلِي لـ تُطلق بوقَها المُوجع
آه أسألك السكينة أسألك الصفَح أيها ياجلالة الحب.
أخبرتك مرة أنني ألتقط لك صورا لا تعلمين عنها في كل حالاتك وأنت نائمة وأنت غاضبة وأنت تبتسمين وأنت تتحدثين عبر الهاتف حتى وأنت تحتسين قهوتك وأنت ترسمين ضحكتِي طويًلا وقلتِي "وليد حتمًا أنت مجنون أحمق"
ماكان لك أن تضحكِي يارنا أبدًا لم أكن أحمق ولم أكن مجنون كما تَظنين
بل كنت أخشَى عقابًا كـ غيابك .. كُنت أخشَى أن تختمين جولتَك في جسدي
ويجف غيث قُبلاتك وكُنت أخشَى أن أنام دُون أن أعوذك بـ آية الكرسي
 دون أن أغطي  قدميك وأحرس عينيكِ
كُنت أخشَى أن يَرشيك ضميرك وتهربين
أنتِ تنتصرين يارنَا
وأنَا ضحية غَدر الضمير .






* الأسماء عفوية وجدا .

الأحد، 30 أكتوبر 2011

اختنآق ذكرى لعينة ...






فِي جوف العتمَة كَان الخذِلان يَستقبلنِي
لَم أكن مرتعبَة بِ قدر ماكنت أحتَاج التنفس ..
كُل رئة تركتَها فِي أعمَاقهم .. تفتتت
ماعاد للقلَم رئة حبرِيَة ولا لِ ترنيمَة الصبَاح رئة مَبحوحَة
لَم أجد رئتِي التِي تركتِها أمانة في جيب صَديقتِي .. ولَم أجدك 
كنت بِين شهيق وزفير دموي أتلوَى اشتياقًا وعِتابًا حتّى تراءى لِي
أننّي نزفت الحيَاة من فمَي والمَوت قدرًا ساديًا لن يرثينِي وحزنِي. 

فِي حنجرتِي رجَاءً خائبًا فَارغ من كُل تعقّل فلا تنهرَه
سذَاجة احتِياجي عثرَة لا أريد إجتيازَها ففي الإحتيَاج أمل ربّما يَكون معتوهًا
ومن فدَاحة انكسَاري أريد التعلّق بكل خيط رَفيع حتّى لو كاد ينقطع ..

صدقنّي بت ضئيلَة جدًا 
أولم تَعلم أننّي أفرَغت مابِـ نفسي تجّردت من ثيَابِي وأخرجتَ قلبِي وضعَته في صندوق عتِيق
يُخيّل لِي أن الأشيَاء العتيقَة تُمجّد لـ ربما يقَع في أيدي قَرصنة العشق ويمّجدونه
ظنًا منهم أنّه قلبًا يعود لولادّة الجميلَة.. أريد لِه حيِاة ملكَية بعد رحيلِي تعويضًا عن ذَلك الحرمَان .
إقتلعت عقلِي .. لسانِي.. عروق جسدِي .. أفرغت دمائي فِي وعاء
وأنتهَى بِي الحال غصن مهترئ نسَايم الصبح تُطيّره .. بل تَسحقه 

كُل شئ بَعدك أحتقرَه .. حتى صوتِي أستنكرَه
صمتّي ممل ورائحة الفقد مُقرَفة 
الذكريَات بداخلِي تغبّرت والخيبَات في تكتلت
حتّى ألَصقت على جبينِي .. " إعادَة تدوير الخيبَات " 

ألَعن نَفسي حقًا .. أي فضيلَة تِلك التِي تنسبني لأنقيَاء السريرَة 
قَرارًا مقزز إتخذّته يوم اجتنبَت الخبائث
وعلَوت بِ قدمِي الحافيتين إلى منزَلة الكرَام 
فَـ هاهي الغيَمة التِي امتطيتها تتزلزل وتَشق أوساطَها وتبصقنِي ..
لا إعوجاَج بي سيستقيِم .. وذاكرتِي ذَات الثمانِية أرواح تستغيِث .. 
فذكرى أخرى تحتويك .. تختنق .

الخميس، 6 أكتوبر 2011

مُذنبُون ..







بَعيدًا عَن الوَاقع 
أقرب إلى الكَوابيس السوداوية المُزعجة
مُرتديِاً الَعار يَعبر ممِرات متسخّة بـ خطَايَا فَاسدَة تستميت لافترِاسه 
إلَى مُحكمَة الضَمير القاسيَة 
يرأسَها ذاك القَاضي النائم في رأسي
 منُذ أن إقترَف قلبِي الطَاعة الأطهر ..
منذ أن مَارس الرَذيلَة الملائكيَة .. 
منذ أَن وقع في الحب
كَبريَاء يُصيب الوَقت وتَطول جلَسة ظالمَة 
تنسب لِـ قلبي إتّهامات بَاطلَة 
كَم كان الحلم بِـ نهاية سَعيدة
مثير للضحك المُبكي ..
أؤدي صلواتَي رَغم خذلانِي وكسرِي
لَ ربّما تنَفث العدَالة روحَها بـ تلك النفس اليائسة 
لَكن إرادَة السمَاء كانت قد بَصقت الرَحمة
وبِها تلاشَت أمنيَات صغيرة وددت إبتلاعها
إرتَعاشة ماتبقّى منّي فَاقت إحتمَال صبرِي 
فَـ نالت منّي إغماءة وَجع .

الحُب يُقيم حدادًا 
وشَهيد آخر يُحفر اسمّه في ساحَة العشّاق
المذنبون .. فـ ليرحمهم الله .  

الخميس، 22 سبتمبر 2011

بآريس .. مَع خَالص العِشق !!







عِندما تتبنّي بَاريس الحُب
تُخلّد القَصص 
فلَيس من شَيم جَوهرة مُتوهجة 
كَـ باريس أن تَفقد بريقها في قلبي بِـ مجرد إبـتعادِي عنها ..
لا يليِق بِـ وريَثة الدلال والتَرف أن تُنسى .. 
لايليق حتّى التَفكير بِ مثل هذا المصير المَعتوه.

بَاريس تُذكّرني بِك 
بل حتّى أنّها تُشبِهك 
لا .. بَاريس أنتَ .. وكأنّك قِطَعة من مُضغتها 
ولا أعلم كيف خُلقت بـ ملامحِها 
كُل ما اعرفَه أن بَاريس أوقعتني في شباكها 
فِي لَيلَة كانت السَماء تغَمز للإرض بـإثارة مُباحة بأن تُغلق عينيها 
لتخلع ثوَبها الأبيض وتتزِين بـ فستان الشَفق السَاحر
كنُت متجهه لـ قدر لم يَحاول أن يلفت انتبَاهي بتَاتاً من قبل
إلى أحد الكرَنفالات المُتنقَلة للغَجر في باريس  .. 
مَزيج ضوضَاء يصدع بالمِكان 
فقدت القُدرة على تمييز الأصوات والأشَكال أيضاً ..
جرّ الفضول قدمَاي للتجول دَاخل منَطقة الكرنفال 
توقفت صُدفة عند عرض دمّى سَاخر 
كُنت أضحك ببلاهَة مع الاطَفال وذلك لإنّي
لا أتقن الفرنَسية والتي قد تُجيز لِي الضِحك على ماقد يُضحكني فقط ..
بِمجرد انتهَاء العرض وُضِعت أمامنَا قُبعة من المفترض
أن تُملأ بقطع نقدية وضعت ماإنحشر بِ محفظة نقودي
ورحت أبَحث عن شئ اخر قد أنخرط به بنفس البلاهة الأخيرة ..
أخذَت عيناي تدور هُنا وهناك 
حتى وَقع نَظرها على عاشقين غَارقين تمَاماً..
كانت عيني تَحاول التلصص وقراءة الرسَائل العاشقة
التي تتطاير من عيناهما 
كنت أقتَرب في كل مرّة أكثر كـ لصّة تَكشف عن نواياَها
ولا أعتَقد أنهما إكترثَا لي أو لتلك الجلبَة حولهما.. 
كان غرقهما شهّي ولا سبيل للنَجاة
" الحُب يمنَحهما ملامحه" قَطع هذَا الصوت بإنجليزية رَكيكة
الفيَلم الصامت الذي يدور امامي ..
مما أصابني بـ ارتباَك وخوف لا معنى له .. 
كَانت عجوز غجرية غَامضة تُراقبني بشِعر ثاَئر وحزَام يلَتف حول خاصرتها 
تأملتني لحظَة ثم أردفَت " الحب مَاء إن إرتشفناه لن نَعيش من دونه بعد ذلك"
أجبت بـ تردد وكأنني اتحاشى الحديث معها  " رُبما" 
- أنتّي عرَبية أليس كَذلك 
- أجبتَها على مضض "نَعم"
- واَضح جداً لديك نظرَة صقر حَادة..
ثم وضَعت يدها على قلبي بَُسرعة وكأنها تريد ان تسرقه منّي 
 "أنتِي عذرَاء ".
اجبَتها باستَغراب مُستنكر 
نَعم لم يسبق لي الزَواج .. 
قالت : لا ..لا.. أعنّي عذراء عاطفيا .. قلبك نَحيل لم يمتلئ بعد ..
لا تعتقدي أنني اقرأ الحظ فقط ياعزيزتي بل أقرأ القلوب أيضا ..
ثم حرّكت أصابَعها برفق فوق قلبي وكأنها تتحسس نبضاته
"سيمنحك الله حُباً يشبُه فرنَسا العُظمى تماماً
حبًا خالداً كَـ حب نابليُون لـ جوزفين الجميلَة  
لا يَخرج احد من هذه المديَنة الا وقد قَطف زَهرة مُضيّئة لـ قلبه "

ضحكت بملئ قلبي في وَجهها وكَأنني لَم أصدقها
 لكن شئ في نظرَاتها المُبتسَمة بثقة
.. جعلنِي أنتظَر الحُب عند عتبَة "ايفيل" العاري من كل شئ
إلا من شغف قلبي . 


كَـ بَاريس تماماً .. نور في عينيك 
هادئ كَـ إنشَقاق السَماء عن صبح جديد
صَاخب كَـ إحتفاليّة سُقوط إمبراطوريَة عُظمى 
أزَقة باريس المُعشبّة تسَكن صدرك
أصَالة فرنَسا العريقة تُزهر على شفتيك
الحُب الباريسي الأطهر وُجد في جوفك

والعِطر ..
أخبرنِي أنتَ عنه .. أخبرنّي برائحة الحب التِي تُصافح انَفك
العطر الذي أرضعتني إيّاه زنبَقة الوادي  
والذي سقيتني إياه أنت من بعدها 
لذلك تأبى باريس الرَحيل
ويَأبى قلبي النسيان
وتَأبى أنت الخلاص من مدينَة تسكنك
حتى أنّك تَسميت بأعذب مُدنها 

بَاريس من بَعدك ..
كم أنا عَاشقة..