يبدو أن درويش مات وترك شرفته ارثًا لِي "لا يمر بِي أحد للتحية "
أكثر من افتقدته الأوغاد الصِغار الذِي يتحولون من نبضة إلى نطفة على طرف لسانك
حتى تُكابد ذلك مخاض الشهِي للكلمة التي شهدت أذني ولادتها " أحبّك "
هي ذريتي منك ،و هي التي أفقدت قلبي عذريته ، خرجت بها من محراب التقاليد إلى وكر الحُب ، وهربت بي من نفسي دون وداع ، إليك.
أمّا بعد :
سحقًا لقلمك الذي استدرجني بحبر أفكاره ، أقرأ لك باستياء مدّعية في نفاق جماعي أشارك به صديقاتي الحانقات من وضاعتك واعتدادك بنفسك. كنت ألهث حتى أصل لأخر كلمة وأنال شرف الإلتقاء باسمك ، لأقسم بعدها أن أنال نصيبي من قلبه .. اممم كل قلبه
ثم سحقًا لِي : للنية التي أرديتها في قلبي قتيلة ،ورتّبت لها لتبدو حقيقة ، لم تكن رجلًا صعبًا على كل حال، لم تتعبني ولكن فراقك الآن يوجعني، أجوائي العاطفية مُضطربة ، كل ساعة تُمطرني ذاكرتي بـ مساءات كُنت أتحلل بها من حيائي لأُنطق أفكاري الصامتة. وطالما أننّي تطرقت للذاكرة أخبرني إن كُنت تعلّم مقرّها في رأسي لأهشمّها ،ففي كل مرة يزداد الأمر سوءًا .
سحقًا، والثالثة للحُب : الرذيلة الذيذة والعياذ بالله ، المرض المُميت ، بالمناسبة الأطبّاء في هذا الزمان دجّالين في كل مرة أذهب للمشفى لأخذ ابرة الأنسولين تستوقفني الصورة التي تُظهر بشكل مفزع الفرق بين قلب المُدخّن والغير مدخن،لم يتطرّق أحدهم على سبيل الصدفة في البحث والكشف على قلب العاشق وقلب المخذول وقلب الممتنع عن الحب ،نحتاج جُرعة مخيفة من هذا الشعور ، صخب اعلامي يُحذّر " اكتشف مجموعة أطباء في ألمانيا أن الحُب يُسبب أمراض قاتلة ... الخ " أي كذبة تجعلنا نُفكّر ألف مرة قبل أن نقع في الغرام في الحقيقة لن نتعظ ولن نعتبر نحن قوم لا نؤمن بما يُقال " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب " وأنا لأكون أكثر وضوحًا
أبحث عن حجة لأقنع نفسي بأن هناك خطأ قد وقع دون علمي أو لألقي اللوم على أحدًا غيرك وغيري ويبدو أن لا أحدا غيرنا والشيطان ثالثنا متورط في هذه المصيبة.
ثم سحقًا لكل الرجال إلا أنت :
مُضحك صح !! ألعنهم كلهم وأستثتيك رغم أنك من قاتل عاطفتي بسيف هجرك. أشعر بسوء فقط لأن لا أحد من الرجال استطاع أن يحل مكانك أو أن يطوي صفحتك من حياتي أو حتى أن يُنّكس النبضات في قلبي لتنقلب ذاكرتي رأسًا على عقب فلا أجد بعد هذه الكارثة العاطفية أثرًا لك .صادف هذا الإحساس تجولي اليوم في قصر تحت الأرض قام ببناءه الإمبراطور جستنيان الذي قتل زوجته "مادوسا" بعد أن تآمرت مع معارضين لقتله والإستيلاء على عرشه، من فرط حبه لها بنى لها في القصر عمود وحفر صورتها ورأسها مقلوب ، استغربت هذا العمل الفني حتى أخبرني الدليل السياحي بأنه أمر ان يحفر صورتها مقلوبه لأنها أرادت الإنقلاب على مُلكه ،ابتسمت بإعجاب من دهاء هذا الإمبراطور الذي اشتهى وجودها ،رفض كبرياءه خطيئتها فأذلّها .. قرّبها منه وأذلّها له ..أح . هذا و بينما تنساب في اذني سخريةأحد الرجال " والله كويس على كذا يبي لنا نهدد الحريم بسالفة مادوسا "
بعد أن أحببت جستنيان اشتعل في قلبي
كيد جديد ، أنت سيده .
هــــــلا
تموز 2012
اسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق